فيصل Rap_Maroc بسمـے الله الرحمنـے الرحيمـے
السـلام عليـكم
:
*
...أهلاً و سهـلا بكــم أحبتـي زوار و روّاد منتـدى عالم البراري
...حللـــتـم أهــلاً و وطئتــم سهــلا فــ مرحبــاً بكــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الزرافة
يعيش الزراف البري في منطقة السافانا الإفريقية أو السهول الخضراء . وهو يعيش في جماعات تشكل قطيعاً ، وتتفاوت القطعان في أحجامها ، فبعضها يتكون من ست زرافات فقط ، والبعض الأخر يصل إلى العشرات من ذلك الحيوان المدهش ، الذي يمتلك أطول رقبة بين جميع الحيونات ، وقد يضم القطيع جماعة من الإناث فقط ، أو الذكور فقط ، أو الدكور والإناث . وتقوم اناث الزراف برعاية الصغار بشكل جماعي ، وهي تتناوب على ذلك فيما بينها . فعادة ما تقوم أنثى كبيرة بمراقبة الصغار ؛ حتى تذهب بقية الأمهات لترعى . ونحن لا نعلم تماماً كيف تقرر الإناث أيها التي سيقع عليها الدور في رعاية الصغار ، لعلها تملك لغتها الخاصة التي تناقش بها مثل هذه الأمور .
ولقد اعتقد فيما مضى أن الزراف أبكم ولايصدر صوتاً . أما الأن فلقد اتضح أنه ثرثار ، فهو يصدر هسيساً .. وخوراً .. وهديراً .. بل يمكنه الصفير . ويعتمد الزراف على كل حاسة من حواسه ، وخاصة أعينه الكبيرة الحادة ، وتعتمد بعض الحيونات الأخرى تلك الأعين المعلقة على ارتفاعات عالية فوق أعناق هذه الكائنات ، فنجد أن الظباء والحمير الوحشية تتبع هذه الكائنات العملاقة أينما ذهبت ؛ فهي تعلم فائدة هذه الأبراج المتحركة والقادرة على الرصد من مكانها لمسافات بعيدة ، وأنها ستكون أول من يلحظ ضبعاً جائعاً أو أسداً متربصاُ .
يعتبر الزراف كامل النمو أضخم من أن يصبح فريسة لوحش ضار ؛ إذ يصل وزن الذكر منه 1800 كيلوغرام تقريباً ، ويصل طوله إلى ارتفاع مبنى مكون من طابقين . ولكن هناك لحظات تكون الزرافات فيها معرضة لخطر حقيقي ، فلكي تشرب ويصل فمها إلى الماء ، تضطر إما إلى الركوع على ركبتيها ، أو أن تباعد بين ساقيها الأماميتين ، وكلا الوضعين يحدان من حركتها إذا تعرضت لخطر مفاجئ ، ويؤخرانها عن الجري بسرعة والفرار بحياتها .
والزرافات الصغيرة هي الأكثر عرضة للخطر ؛ فهي تستطيع الركض مع الكبار بسرعة تبلغ 48 كم / ساعة ، ولكن حجمها الصغير ملائم للحيونات المفترسة ، والتي تستطيع اللحاق بها وطرحها أرضاً لافتراسها . وتقوم الأسود والضباع بقتل واحد من كل اثنين من الزراف صغير العمر . وفي بعض الأحيان تدفع الحيونات المفترسة ثمنا باهظاً للحصول على وجبتها ، فرفسة سريعة من الأم الغاضبة توجه للمعتدي ، قادرة على قتل أسد في الحال .
فالزراف من الحيونات ذوات الحافر Ungulates ، فحوافر الزراف كبيرة وصلبة . والحافر الواحد يمكن أن يملأ طبق عشاء كبيراً . ومن الغريب أن أقرب الأصدقاء إلى الزراف هي طيور صغيرة تدعى نقار الثور . فهي تتغذى على الحشرات التي تزعج الزراف ، وفي مقابل هذه الوجبات المجانية ، تقوم تلك الطيور بتنظيف جلد أصدقائها الطوال ، عن طريق التقاط القاذورات والجلد الميت العالق بأجسامها ، فيا له من تعاون !
للزراف معاطف زاهية الألوان ، وهناك تسعة نقوش مختلفة لدى الزراف ، بواسطتها يتحدد نوع الزرافة . فالزرافة من نوع روثتشايلد rothschild مغطاة بجلد بني مصفر بيج ، وبه بقع بنية . أما نوع الماساي masai فتأخد البقع الموجودة على جلده شكل أوراق الشجر . ويعتبر جلد الزرافة مثل بصمة الأصبع لدى الإنسان ؛ فقد تكون هناك زرافتان من نفس النوع ولديهما نفس نوع النقش ، إلا أنهما لا تتماثلان في نفس نقش الجلد تماماً .
وتتميز الزرافة عن سائر الحيونات المحيطة بها ـ لأسباب لا تقتصر على حجمها الضخم وألوانها الزاهية فقط ـ فهي تعد من القلائل من الحيونات التي تولد بقرون ، وقرون الزراف عظمية Ossicones ، وتوجد لدى الذكور والإناث على حد سواء . وعند الميلاد تبدو هذه القرون مثل زائدة ريشية الشكل ؛ ثم تتصلب تدريجياً وتتحول نتوء عظمي مع استمرار نمو الصغار . وتجدد ذكور الزراف قرونها طوال حياتها ، وقد تستخدمها للقتال فيما بينها أحياناً ، فهي تطوح رقابها وتنطح خصومها . وقد يبدو ذلك عنيفاً ، ولكن معظم معاركها تكون من باب الهو ، وقليلاً ما تحدث إصابات
غالبا مايعيش الزراف بسلام في السهول الخضراء المنبسطة ، فلديها القليل لتخشاه ؛ لذا فهي تقضي معظم النهار والليل في البحث عن الغذاء . والذكور البالغة تأكل حوالي 63 كيلوغرام من أوراق النباتات يومياً ، وهي كمية كبيرة بالنسبة إلى أي حيوان عشبي أخر . والزراف حيونات عشبية herbivores ، لا تأكل سوى النبات . وطعامها المفضل هو أوراق وفروع أشجار الأكاسيا ، ولتلك الأشجار أشواك طويلة حادة ، يصل طول الشوكة الواحدة إلى طول إبهامك . أما كيف يمكنها أكل هذه الأشواك الحادة ؟
الإجابة : يستعمل الزراف رقابه الطويلة للوصول إلى قمم أشجار الأكاسيا . ومن المدهش أن هذه الرقبة التي تتميز بها الزرافة بها سبع فقرات فقط ، كتلك التي لديك في رقبتك . بعد ذبك تلف لسانها الطويل الأزرق ـ الذي قد يبلغ طوله نصف متر ـ حول فرع ما ، وبواسطته تجرد الفرع من كل ما عليه من أوراق . قد تشفق على الزرافة من الأشواك بأسنانها طحناً جيداً ؛ بحيث تصبح لينة بالقدر الكافي لابتلاعها بسهولة .
وبشكل عام ، لا يعاني الزراف من المشاكل . ويعيش حوالي 141 ألفاً منه في الحياة البرية ، فقط الزراف من نوع روثتشايلد Rothschild هو المعرض لخطر الإنقراض ، وقد ساعدته كثيرة المحمية الموجودة في شرق أفريقيا على البقاء .
انتهى